وفي هذا السياق رأى محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، اليوم الأحد، رأى أنّ الانفجار المذكور هو إصابةٍ مُباشرةٍ في البرنامج النوويّ الإيرانيّ، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ التوتّر في المنطقة وصل إلى الحدّ الأقصى، وأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة ستقوم بالردّ على هذه الضربة، ومن المُحتمل جدًا أنْ يكون الردّ الإيرانيّ عن طريق هجومٍ سايبري كاسحٍ ضدّ منشآتٍ حيويّةٍ في الدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.
من ناحيته، نشر رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) سابقًا في جيش الاحتلال، الجنرال في الاحتياط عاموس يادلين، تغريدةً على (تويتر) قال فيها: “هل سيُواصِل الإيرانيون الادعاء بأنّ ما يحدث من تفجيراتٍ وعملياتٍ مصدره حوادث غير مقصودةٍ؟ أوْ أنّهم، كما يحدث اليوم، يُوجّهون أصابع الاتهام لكلٍّ من إسرائيل وأمريكا؟” وتابع قائلاً إنّ لهذا الأمر أهميّةً كبيرةً بالنسبة لردّة الفعل الإيرانيّة، مُضيفًا أنّه إذا تمّ اتهّام إسرائيل بالمسؤولية عن الأحداث الأخيرة في إيران، يتعيّن على الدولة العبريّة أنْ تكون جاهزةً من الناحيّة العملياتيّة لإمكانيات الردّ الإيرانيّ، الذي سيكون: هجوم سايبيري واسع النطاق، إطلاق صواريخ من سوريّة باتجاه العمق الإسرائيليّ أوْ تنفيذ عملياتٍ إرهابيّةٍ خارج المنطقة، أيْ ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ ويهوديّةٍ، على حدّ قوله.
في السياق عينه، قال المُحلّل العسكريّ في صحيفة (يسرائيل هايوم)، يوآف ليمور، إنّ انفجارًا غامضًا هزّ الخميس منشأة تخصيب اليورانيوم نطنز في إيران، وأظهرت صور لموقع الانفجار ضرراً بالغاً لحِق بمختبر تقوم فيه إيران بتطوير أجهزة طرد مركزية من أنواع متطورة جدًا، مُشدّدًا على أنّ هذا الضرر الذي لحِق بالبرنامج النووي الإيراني يُعتبر الأكثر حدّة منذ تسريب فيروس ستاكسنت إلى أجهزة الطرد المركزية في نطنز، طبقًا لأقواله.
وتابع: سارعت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى الإقرار بأنّ حادثًا وقع صباح الخميس في نطنز ووصفته بأنّه أدى إلى تضرر مستودع في قيد الإنشاء. ومع ذلك، سارع رئيس البرنامج النوويّ الإيرانيّ إلى زيارة الموقع وقام بتقدير الأضرار.
وتابع قائلاً في المقال، الذي نقلته مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة، ومقرّها في بيروت، نقلته إلى العربيّة، تابع قائلاً إنّه في هذه المرحلة امتنعت إيران من اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن الحادث، لكن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية نشرت بعد ساعات تعليقًا قالت فيه إنه إذا كان هناك إشارات إلى قيام دول معادية، وخصوصًا إسرائيل والولايات المتحدة، بتجاوز خطوط إيران الحمراء بأيّ شكلٍ من الأشكال، فيجِب إعادة النظر في استراتيجيا إيران لمواجهة الوضع الجديد، وقال مصدر شرق أوسطي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكيّة إنّ الانفجار نجم عن قنبلة زُرعت في المفاعل النوويّ.
وأوضح المُحلل العسكريّ الإسرائيليّ أنّ الانفجار حدث في مبنى تقوم فيه إيران بتطوير أجهزة طرد مركزية متطورة لتخصيب اليورانيوم، وتُظهر الصور التي نُشرت أنّه تمّ تدمير السقف والأبواب، وأن أضرارًا كبيرةً لحقت بالأجهزة التي تعمل داخله.
وأشار في سياق تحليله إلى أنّ تُتابِع إسرائيل عن كثب قيام إيران بتطوير أجهزة طرد مركزية متقدمة يمكن أنْ تنتج بواسطتها مواد انشطارية أسرع من المواد التي تم إنتاجها حتى الآن، وخلال السنة الفائتة تراجعت إيران عن التزاماتها في الاتفاق النووي وبدأت بتخصيب يورانيوم بنسبة أعلى تصل إلى 4.5%، وبتخزين آلاف الكيلوغرامات من المادة المخصبة، خلافًا لما يسمح به الاتفاق المُبرم معها.
وسعى الإيرانيون، أضاف المحلل، لاستعمال أجهزة الطرد المركزية المتطورة في الفترة القريبة وتسريع وتيرة التزود باليورانيوم المخصب أكثر فأكثر، ويدور الحديث حول أجهزة طرد مركزية أسرع بعشرة أضعاف من التي تعمل الآن، الأمر الذي يتيح لإيران إمكان إنتاج كميات أكبر من المواد الإنشطارية، كما نقل عن مصادره.
من ناحيته، كتب المُستشرق الإسرائيليّ المُثير للجدل، د. إيدي كوهين، على (تويتر): “خاص وحصري من مصادر استخبارية غربية: إسرائيل قصفت معمل تخصيب اليورانيوم الأكبر في إيران، ودمرته، وحالات تسمم إشعاعي وإجلاء للسكان من موقع الضربة وتعتيم شامل، وإيران استنجدت بخبراء روس للتعامل مع التلوث الإشعاعي، إسرائيل استخدمت طائرات F16 أعادت التزويد بالوقود في سماء دولة خليجية”، على حدّ تعبيره./انتهى/
تعليقك